• سمو أمير الشرقية في افتتاح الملتقى التطوعي 2009

    27/01/2009

    الراشد: مبادرة الملتقى تهدف لتوسيع مجالات المشاركة الاجتماعية
     أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية إن العمل التطوعي والإنساني مبدأ ثابت من مبادي الدين الإسلامي الحينف وهو من الفضائل التي يؤكدها القران الكريم والحديث النبوي الشريف، حيث نجد فيهما اهتماما كبيرا بروح المبادرة في الإنسان المؤمن واهتماما بتربية الإنسان المؤمن على الانتماء لدينه ووطنه ومجتمعه.
    وقال سموه لدى افتتاح ملتقى العمل التطوعي 2009 أمس و الذي تنظمه غرفة الشرقية، ليومين،  ان قائمة الموضوعات والقضايا التي سيبحثها الملتقى ويتحدث فيها المشاركون في فعالياته تعكس مواكبته للطموحات الناجحة التي يتطلع اليها كل العاملين في المجالات الانسانية والاجتماعية، حيث تناقش موضوعات مهمة تكشف عن اهمية العمل الاجتماعي بشكل عام والعمل التطوعي بشكل خاص من خلال محاور جادة تسعى الى تاصيل قضية العمل التطوعي من حيث التصدي لفهم علاقة البيئة القانونية باداء العمل التطوعي ومدى تأثير الأنظمة واللوائح على الأنشطة التطوعية واهميتها لتحفيز المشاركة في العمل التطوعي وانعكاسه على المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ولا ننسى الدور الذي يقوم به ولاة الامر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامين سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ــ حفظهما الله ــ من جهود في هذا المجال ودعمهما للأعمال الاجتماعية والتطوعية .
    من جانبه قال وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف بن احمد العثيمين " إن التطوع بالمال والوقت والجهد والخبرة صفة انسانية لازمت المجتمعات البشرية عبر العصور، وزكتها جميع الاديان السماوية والاعراف الاجتماعية ونسجت حولها قيم الاعجاب والشهامة والنبل والنقاء والانسانية، فالتطوع من حيث هو فعل وفكر يمنح الانسان شعورا عميقا بالراحة النفسية.
     وأضاف ان العمل التطوعي يعني ببساطة كل جهد او سعي يبذله أي انسان بلا مقابل لمجتمعه، بدافع الاسهام في تحمل المسؤوليات الاجتماعية والتطوع بهذا المعنى يمكن ان يشمل كل ما يؤديه الانسان من اعمال ليست مفروضة عليه يتبرع بها من ذات نفسه، وفي حدود استطاعته.. والعمل التطوعي يعد الوسيلة القادرة على خلق المناخ الاجتماعي الايجابي، ويؤدي الى رفع روح المشاركة والانتماء للوطن، وهو بذلك يجسد احد مظاهر التلاحم الاجتماعي بجيخع ابعاده، فهو يعبر عن انسجام افراد المجتمع مع مجتمعهم، وذلك من خلال حرصهم على مصلحته، وتوفير امنه واستقراره، وتشكيل منعه وصلابته.
     ويشير معاليه الى أنه " لا يخفى على الجميع ان التطوع يعود الى بداية الحياة الانسانية، فالانسان لا يستطيع العيش بمفرده، فالإنسان مدني واجتماعي بطبعه، وقد احتاج الانسان الى ان يعمل مع اخيه الانسان لتحقيق حاجاته، وحاجة الناس الى بعضهم البعض تحتم على الفرد ان يقوم بتقديم خدمات واعمال معينة للمجموعة التي يعيش معها، مقابل ان يقوم الاخرون بأعمال له، وذلك كل حسب امكانياته وقدراته.. ولقد ساهمت الديانات السماوية جمعاء في اعلاء قيم الخير العطاء، الذي يعتبر التطوع جزءا من مفاهيم هذه القيم المطلقة، وبالتالي فقد حثت الديانات السماوية على التطوع بالجهد والمال، الهادفين الى خلق التكافل الاجتماعي، الذي يضمن التناغم الاجتماعي..
     وأستعرض العثيمين جملة من الحقائق والارقام عن القطاع التطوعي في بلد كالولايات المتحدة الامريكية حيث تتوفر الاحصائيات فقد بلغ عدد التنظيمات في القطاع التطوعي قرابة 1.2 مليون مؤسسة تطوعية، ويصل دخل القطاع التطوعي قرابة 664.8 بليون دولار لعام واحد، وتمثلا نسبة الموظفين فيه 7.1% وبلع نسبة من يتطوعون حوالي 55.5% من مجموع السكان.. ولو اسقطنا هذه الصورة البانورامية علىمؤسسةبعينها فلناخذ مثلا مؤسسة الطريق المتحدة التي تعد واحدة من كبريات المؤسسات التطوعية في العالم حيث تضم 1400 فرع على مستوى المدن، ويلغت ميزانيتها في عام 2004 اكثر من 4.4 مليار دولار وهي تبرعات جمعت من المواطنين ورجال الاعمال والبنوك من اجل مساعدة المجمعات المحلية ومعالجة القضايا التي تواجه كل مجتمع على مستوى كل مدينة، ويعمل بهذه المنظمة اكثر من 1.000.00 مليون متطوع.
    وقال العثيمين أن السعي الحثيث لاصدار نظام وطني شامل للتطوع، هو احد اللبنات الاساسية في خدمة العمل التطوعي في المملكة. . ولكن هذا لا يعني عدم وجود مناشط تطوعيةمنظمة، ومؤسسية بشكل جيد في المملكة، لعل خير ما يمثل ذلك الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الخيرية الخاصة، والجمعيات التعاونية، ولجان التنمية المحلية، وهذه يتجاوز عددها اكثر من الف كيان مؤسسي تطوعي، يعمل من خلاله عشرات الالاف من المواطنين والمواطنات المخلصين الراغبين في تحمل مسؤليتهم الاجتماعية تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم..
    ويقول معاليه :" اتخذت اعمال الخير في المملكة اشكالا كثيرة بدات بالجهود الفردية في الاطار العائلي والقبلي ، ثم تطورت الى ما عرف بصناديق البر وامتدت بعد ذلك لتشمل المرافق العامة، والخدمات الصحية، والتعليمية والتدريبية، وغير ذلك من اعمال البر لافتاً إلى تضاعف الميزانية المصخصة لدعم هذه الجمعيات التطوعية بامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ قبل عامين لتكون 300 مليون ريال سنويا..
    وفي ختام كلمته اكد على ضرورة تحري الدقة في اصطفاء المتطوعين واستقطابهم، فالنيات الطيبة، وحسن المقصد، ليسا كافيين وحدهما، لكي يكون المتطوع فاعلا، فلا بد من الاخذ بعين الاعتبار عدد من المعايير حين الاستفادة من المتطوعين، ومن ذلك ضرورة ان يظهر المتطوع احترامه للناس، وتقبل فروقهم الفردية، والرغبة في مساعدتهم، وان يتصف المتطوع بالنضج العقلي والانفعالي الذي يمكنه من العمل، حتى لا يضر نفسه ومجتمعه، وسمعة العمل التطوعي بجملته، ولا بد ــ ايضا ــ ان يكون لدى المتطوع الكياسة والفطنة، والقدرة على العمل مع الناس باسلوب شوري تعاوني دون تمييز او محاباة، وينبغي ان تكون لديه القدرة على تحمل المسؤولية للقيام بالاعمال التي في حدود طاقته، وان يتوافر لديه القدر الكافي من المستوى الثقافي والمعرفي والمهارات الخاصة التي تمكنه من تحمل مسؤولياته التطوعية، وان يكون لديه الاستعداد ليعطي من وقته القدر اللازم للعمل التطوعي، وان يكون لديه المعرفة بموارد المجتمع، واعرافه الاجتماعية، واخيرا لا بد ان يحتسب الاجر والثواب من المولى عز وجل .
    فيما قال ئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن بن راشد الراشد في كلمته إلى ان تنظيم هذا الملتقى من قبل غرفة الشرقية يعكس رسالةً ً مهمة ً نعتزُّ بما تنطوي عليه من معان ودلالات إنسانية واجتماعية، استهدافا لتوسيع مجالات المشاركة المجتمعية، واستحضارا لطاقات وإمكانات أبناء وأهالي المنطقة الشرقية، في مجالات خدمة المجتمع، وأبوابها التي تتسع للعديد من أنشطة العمل الخيري والإنساني.
    وأضاف بأن غرفة الشرقية قد أدركت ، عندما تأسست منذ نحو ستين عاما، دورها في مجال العمل التطوعي، والعمل الاجتماعي بمعناه الواسع، كما حرصت باستمرار على حشد طاقات الخير لدى رجال الأعمال والمشتركين فيها، دعما للكثير من المشروعات الإنسانية، حيث تمتد تجربة الغرفة في مجال العمل التطوعي المؤسسي، إلى أكثر من ربع قرن، منذ تبنت مبادرة رجال الأعمال بإنشاء لجنة أصدقاء المرضى، مرورا بإنشاء لجنة خدمة المجتمع، فمبادرة صندوق المناسبات العامة، ومختلف أشكال العمل الاجتماعي التي تتبناها الغرفة، تطويرا لأدائها في خدمة المنطقة الشرقية، برعاية مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة.
    وأضاف الراشد بأن العمل التطوعي قد صار في العقدين الأخيرين، ساحة كبيرة مفتوحة أمام العمل الأهلي على الصعيد الدولي، بهدف مساعدة الدول والحكومات في كافة المجالات، حيث أصبحت عملية التنمية بمعناها الشامل، أكبر من أن تقوم بها الحكومات وحدها، وصارت تتطلب مساهمة كافة الفئات والشرائح الاجتماعية في الأعمال التطوعية.. وقد تجلت هذه الضرورة في ظهور المنظمات غير الحكومية، ظهورا يعكس في نشأته، حاجات إنسانية لم تكن تلبيها المؤسسات المعنية في مختلف دول العالم، وقد كان من الطبيعي أن تكون المملكة أسبق الدول في هذا المجال، حيث شهدنا الكثير من الأعمال الاجتماعية والتطوعية التي تتجه بشكل مباشر إلى التخفيف من آلام المرضى، وتلبي مطالب للأرامل والفقراء، وتشارك في توفير العديد من الاحتياجات لأبنائنا الطلاب خاصة اليتامى، والعائلات التي تواجه ظروفا صعبة وتحتاج إلى معونة من المؤسسات الأهلية.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية